طبيعة السعودية

المحميات الطبيعية في المملكة

المحميات الطبيعية في المملكة
Protected areas of Saudi Arabia

المحميات الطبيعية في المملكة

أ. ضاوي بن زيد الدعجاني

 

تعد الأحياء الفطرية أحد أهم عناصر النظام البيئي الضروري لحفظ توازنه، إذ إن أي خلل في أحد هذه العناصر يؤدي إلى تدهور البيئة ومكوناتها، ويكفي الإشارة إلى نموذج واحد للمشكلات والمخاطر الناجمة عن تدهور البيئة وهو تدهور البيئة النباتية، حيث يترتب على هذا التدهور تناقص إنتاجية الأخشاب والمنتجات الغابية الأخرى من عصارات ومواد دباغة وغيرها، فضلا عن حدوث تدهور في الأحياء الحيوانية الفطرية والمستأنسة التي تعتمد على هذه البيئة النباتية كمصدر للغذاء والمأوى.

كذلك يترتب على تدهور البيئة النباتية تعرض التربة المخاطر الجرف، حيث تقوم النباتات بدور الحامي للتربة من هذه المخاطر، إضافة إلى تدهور قاعدة المناصر الطبية الفاعلة في صناعة الدواء حيث تضم البيئة النباتية العديد من هذه العناصر، التي أصبح استخدامها ضروريا لتفادي الآثار الجانبية للأدوية المعتمدة على مصادر كيميائية، وفضلا عن الأهمية البيئية للأحياء الفطرية فهي مورد طبيعي متجدد لكل بلد، كما أنها مستودع للأصول الوراثية للمحاصيل الزراعية والنباتات الاقتصادية.

تشكل البيئة السليمة والحياة الفطرية البنية التحتية للحياة، إذ يتضمن ذلك العناصر كافة التي يحتاج إليها الإنسان كمقومات لحياته، لذا فإن المحافظة عليها تعد ضرورة حتمية لبقاء الإنسان على كوكب الأرض، ومن هذا المنطلق بادرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بموجب المرسوم الملكي رقم م/٢٢ بتاريخ ۱۲/١٤٠٦/٩ هـ – سميت حديثا الهيئة السعودية للحياة الفطرية – كهيئة مستقلة ترتبط إداريا برئيس مجلس الوزراء، تعمل على تطوير خطط تتصدى للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر وتنفيذها، وإعادة تأهيل الأنواع التي انقرضت من البرية والأنواع المهددة بخطر الانقراض، مستهدفة بذلك إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية.

حرصت الهيئة السعودية للحياة الفطرية على إقامة عدد من المناطق المحمية الممثلة للنظم البيئية الطبيعية والتنوع الاحيائي في المملكة حيث أصدرت الهيئة بالتعاون مع الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة وثيقة منظومة المناطق المحمية بالمملكة في عام ۱۹۹۰م، وقد بلغ عدد المناطق المحمية التي تم الإعلان عنها حتى الآن ١٦ منطقة محمية، منها ١٣ منطقة برية و٣ بحرية، ويمكن توضيحها بالآتي: –

حرّة الحرة

تعد محمية حرة الحرة أولى المحميات الطبيعية والفطرية في المملكة التي أنشأتها الهيئة السعودية للحياة الفطرية عام ١٤٠٧هـ. وتقع شمال غرب المملكة على مساحة ١٧٥ ١٢ كم “، وهي مقسمة إلى أربع قطاعات رئيسة أطلقت عليها أسماء أشهر المظاهر الطبيعية في كل قطاع، وهي: طوقة، ومعارك، ولس، والقعيدات، ويتألف سطحها من هضبة بركانية تكونت من صخور بازلتية سوداء ومنها اشتق اسم المحمية (حرة الحرة) بالإضافة إلى السهول والكثبان الرملية والوديان الصغيرة التي تتخلل الهضبة.

تمتاز المحمية بتنوع غطائها النباتي حيث تنتشر فيها:

  • الأشجار مثل الطرفة، والأثل، والغضى والأرطى، والعوسج.
  • الشجيرات كالشبرم.
  • الحشائش مثل القيصوم، والبعيثران والشيح، والضمران.
  • الأعشاب الحولية: ومنها الخزامي والربلة والحميض والعبل، والحوزان، وتعد الكمأة من أهم الفطريات الدرنية في المحمية.

يعيش في حرة الحرة عدد كبير من الثدييات أهمها: غزال الرمال (الريم) وهو من الأنواع النادرة التي ساعدت وعورة الحرة وانعزالها على بقاء بعضها، وغزال الجبال (الإدمي)، والضبع المخطط، ومن أكثر الثدييات انتشارا فيها: الأرانب البرية، والجرابيع والثعالب، والقنافذ، والنيص، كما أن هناك أربعة أنواع من الثدييات انقرضت أو أوشكت على الانقراض هي الفهد الأسيوي، والذئب، وغزال العفري، والمها العربي، كما يعيش في الحرة عدد كبير من أنواع الطيور أهمها الحباري والعقاب الذهبي والكروان وتسعة أنواع من القنابر وأنواع أخرى من الطيور المقيمة والمهاجرة بالإضافة إلى عدد من الزواحف.

الخنفة

تعد هذه المحمية أكبر المحميات الطبيعية التي أنشأنها الهيئة حتى اليوم، وتم الإعلان عنها عام ١٤٠٧هـ، وتقع على الحافة الغربية لصحراء النفود الكبير شمال مدينة تيماء وجنوب الجوف، على مساحة ١٩,٣٣٩ كم، وقسمت إلى ست مناطق لسهولة إدارتها – وهي: الهوج، والمظاهـيـر والعسافية، والطفيحة، وغرب، والبريصيات.

تتشكل المحمية غالباً من الحجر الرملي مع وجود الجبال – يصل ارتفاعها إلى قرابة ١١٤١ مترا فوق سطح البحر والهضاب المستوية والأودية الواسعة الحصوية الخضراء، والشعاب، والرمال. تتسم المحمية بمناخ قاري شديد الحرارة صيفا وشديد البرودة شتاء وممطر شتاء وربيعا، كما أنها تتميز عن بقية المناطق الأخرى بوجود موارد مائية في أكثر أماكنها.

تشتهر محمية الخنفة بمراعيها الغنية وبتنوع غطائها النباتي، حيث تنمو فيها أشجار عديدة مثل: أشجار الطلح والأرطى والغضى والأثل والعوسج، بالإضافة إلى كثير من الشجيرات كالعرفج والشبرم والمكر والسبط، وعند نزول الأمطار في وقت مبكر تنمو الأعشاب والحشائش الحولية بسرعة ومن أهمها: الخبيز، والحميض، والخزام، والنقل، والأقحوان والقرقاص، والسعدان، وأنواع أخرى عديدة. وفضلا عن ذلك فإن التنوع الحيواني في محمية الخنفة لا يختلف كثيرا عن محمية حرة الحرة، بل إنهما يشكلان مع إقليم الهضاب الشمالية إقليما حيويا واحدا يساعد على انتقال الحيوانات فيما بينهما.

الوعول

أنشئت محمية الوعول عام ١٤٠٨هـ في وسط المملكة، على مساحة ١٨,٤٠٩ كم، حيث تشكل جبال طويق حدودها الغربية، ومحافظة حوطة بني تميم ومحافظة الحلوة حدودها الشرقية كما تشكل محافظة الحريق حدودها الشمالية ويحدها وادي برك من الناحية الجنوبية.

تقع محمية الوعول ضمن جبال طويق، وهي عبارة عن هضبة ذات سطح متموج تتفاوت من حيث الارتفاع ما بين ٧٠٠ إلى ١١٦٤ مترا فوق سطح البحر، ويتصف سطحها عموما بالوعورة لكثرة الأودية التي تتخلله كوادي مطعم وبوضان، والحريق، ونعم.

تخلو هضبة محمية الوعول بصلة أساسية من النباتات عدا بعض النباتات المتفرقة كالأشجار ذات الظل مثل: الطلح، والسمر، والسلم والسدر والسرح والمرخ والغضى، والموسج، إضافة إلى مجموعة لا بأس بها من الشجيرات والحشائش الدائمة التي استطاعت التكيف مع الظروف الصحراوية يعد شرق المحمية من أكثر المناطق الغنية بهذه النباتات لوجود التربة الطينية بمجاري الأودية، وعلى الرغم مما تعرضت له هذه المحمية من رعي جائر فقد بقي منها عدة أنواع كالشيح والشفلح، والثمام، والنصي، والسبط، والجثجات والرمث، والحماط، والحرمل، والجعد، والحمة والسواس، كما تنمو في فصل الأمطار أعشاب كثيرة وتكمل دورة نموها خلال وقت قصير لا يتعدى عدة أسابيع، وتكون هذه الأعشاب والحشائش في أحسن حالاتها عند نزول المطر مبكرا، وأهمها: الفضل والخزام، والخزامى، والأقحوان، والعضيد، والبهق، والسعدان، والكحل، والعشرق، والتنوم، والحميض.

اهتمت الهيئة بهذه المنطقة نظرا لوجود أعداد من الوعول الجبلية فيها بحالتها الفطرية، كما رؤي صلاحيتها لإعادة توطين بعض الحيوانات البرية بها مثل غزال الجبال (الإدمي)، حيث تم إعادة توطينه في المحمية عام ١٩٩٠م، ومن أهم الثدييات الأخرى في المحمية الوبر والقطط البرية والثعالب والذئاب، والأرانب والجرابيع، وبعض الزواحف كالضب، والورل، وأنواع من الثعابين السامة وغير الساعة كما يوجد عدد كبير من الطيور المستوطنة كالحجل الرملي، والحمام الجبلي، والغراب الغداة وعدد من الجوارح كالصقور، والباز، إضافة إلى عدة أنواع من القنابر كالقنبرة المتوجه، كما يزور المنطقة بصفة منتظمة عدد من الطيور المهاجرة.

محازة الصيد

تقع محمية محازة الصيد في المنطقة الغربية على بعد حوالي ١٨٠كم شمال شرق مدينة الطائف، وتبلغ مساحتها ٢٥٥٣ كم٢. وتم إعلانها محمية عام ١٤٠٨هـ، وأحيطت بسياج يبلغ محيطه ٢٢٠ كم، لذلك تعد ثاني أكبر محمية مسيجة في العالم بعد محمية جنوب أفريقيا.

تنقسم محمية محازة الصيد إلى ٣ قطاعات هي: الرحى، والسمار، والمصقال، ويمتاز سطحها بأنه رملي إلى حصوي وهو مفتوح في بعض المناطق ومتعرج في مناطق أخرى، ويمتاز مناخها بأنه صحراوي جاف.

يكسو المحمية غطاء نباتي يتكون من حشائش برية قصيرة تتخللها مجموعات متناثرة من أشجار السمر والسلم والسرح مع بعض النباتات الصحراوية الأخرى مثل: الرمث والعوسج والثمام.

اختيرت محازة الصيد لتكون أول محمية يجري فيها إعادة توطين المها العربي الذي انقرض تماما من الأراضي السعودية منذ أواخر التسعينيات الهجرية، إلى جانب عدد من أنواع 1 الحيوانات والطيور الأخرى مثل: غزال الريم والأدمي، وطائر الحباري، وطائر النعام.

بدأ برنامج إعادة التوطين بإطلاق ١٧ مهاة عربية في المحمية، عام ۱۹۹٠م، تبعها إضافة. مجموعات أخرى صغيرة على فترات متتالية وأعيد أيضًا توطين ظبي الريم وطائر الحبارى فيها خلال عامي ۱۹۹۰ و۱۹۹۱م، كما أطلق النعام أحمر – الرقبة، وهو أقرب أنواع النعام إلى النعام العربي المنقرض، وقد تنامت أعداد تلك الأنواع في ظل الحماية، ومن أهم حيوانات المحمية أيضا الذئب العربي، والثعلب الرملي، والقط الرملي، وعدة أنواع من القوارض بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور أهمها: النسر الأصلع، والنسر الأسمر والرحمة المصرية، وكذلك عدة أنواع من الزواحف.

أم القماري

تقع محمية جزر أم القماري جنوب غرب مدينة القنفذة في البحر الأحمر على بعد ١٩ كم من الساحل، وقد أعلنتها الهيئة السعودية للحياة الفطرية منطقة طبيعية محمية عام ١٤٠٨هـ. تتكون المحمية من جزيرتين الأولى تدعى أم القماري البرانية لقربها من البر) بينما تدعى الثانية أم القماري الفوقانية لبعدها داخل البحر) ويبلغ مجموع مساحة الجزيرتين ٤,٠٣ كم٢.

يتكون سطح الجزيرتين من أحجار جيرية شعابية، ورمالها ساحلية بيضاء نتاج تحطم الأصداف البحرية، ويوجد وسط الجزيرتين غطاء نباتي كثيف يحوي أنواعا أهمها: أشجار الأراك، والسواد، والصبار والشدة والرغل، التي تمثل مصدر الغذاء والمأوى لبناء أعشاش الطيور.

سميت هاتان الجزيرتان بأم القماري بسبب كثرة طيور القماري الأفريقية المطوقة التي تتخذ من هذه الجزر الصغيرة موطناً مؤقتاً لها في طريق هجرتها إلى أفريقيا، كما يوجد على سواحلها – إضافة إلى طيور القماري المهاجرة والمقيمة – أنواع كثيرة من الطيور البحرية والطيور الشاطئية مثل العقاب النساري، ومالك الحزين والبلشون الأبيض، والنورس القائم، وبلشون البقر، وبلشون الصخور. أما الحياة البحرية فتمتاز بتنوع هائل من الشعاب المرجانية والحيوانات اللافقارية البحرية، وتمتاز الشعاب المرجانية بجزيرة أم القماري البرانية بكونها في حالة أحيائية جيدة لم تتأثر بعوامل التدمير فضلا عن كونها متنوعة

محمية الطبيق

تقع محمية الطبيق – بمساحة إجمالية تبلغ ١٢١٥ كم2 – في شمال غرب المملكة متاخمة لمحميتي حرة الحرة والخنقة، وقد تم الاعلان عنها كمحمية عام ١٤٠٩هـ.

يمتاز سطح هذه المحمية عموما بالوعورة حيث تجمع بين جبال الطبيق وجبال الدويخلات وجبال العراق التي تنحدر منها المياه في أودية متعددة الاتجاهات، وتكثر على سطحها الصخور الرسوبية الرملية والجيرية، كما تكثر المناطق الرملية في الجهة الشرقية من المحمية، وهي ليست كتبانا رملية، ولكنها غطاءات من الرمال ترسبت على الجبال في تلك المنطقة.

توصف المحمية بفقر غطائها النباتي نتيجة للرعي الجائر وقطع الأشجار فيما عدا الأودية التي تكثر فيها أشجار الطلح، والموسج، وبعض الشجيرات والأعشاب.

تمثل محمية الطبيق واحدة من المناطق القليلة في المملكة التي ما زال يعيش فيها الوعل بحالته الفطرية، كما توجد أعداد قليلة من ظبي الريم، والذئب العربي، والثعالب، والأرانب البرية، وبعض أنواع الطيور كالعصافير، والسنونو والغراب والقنبرة الصحراوية، وصقر السهوب بالإضافة إلى عدد كبير من الطيور المهاجرة.

جزر فرسان

أعلنت جزر فرسان منطقة محمية عام ١٤٠٩هـ بغرض المحافظة على التنوع الأحيائي الفريد فيها حيث تعد موطنا لكثير من الطيور والأشجار النادرة. تقع هذه المحمية في الجزء الجنوبي الشرقي من ساحل البحر الأحمر بمساحة تقدر بحوالي ٥٤٠٨ كم٢، وتبعد قرابة ٤٢ كم عن ساحل مدينة جازان، ويضم أرخبيل جزر فرسان أكثر من ٨٤ جزيرة، أكبرها جزر فرسان الكبرى والسقيد وقماح، وهي الجزر الوحيدة المأهولة بصفة دائمة.

تغطى جزر فرسان بمسطحـــات مــن الأحجار الجيرية الشعابية على شكل قشرة من الحجر الجيري الصلب، ويتميز سطحها بقلة ارتفاعه عن مستوى سطح البحر حيث يتراوح بين ۱۰ و۲۰ مترا، ويبلغ أقصى ارتفاع لها حوالي ٧٢ مترا عند جبال البطن، مع وجود عدد من الأودية القصيرة التي تنتهي إلى البحر. أما السواحل فمغطاة برمال كلسية بيضاء نتجت عن تحطم الشعاب المرجانية والأصداف البحرية.

يتميز الشريط الساحلي للمحمية باحتوائه على نبات الشورى والقندل الساحلية التي تعد موطنا هاما لجذب الطيور المهاجرة، علاوة على تكاثر العقاب النساري وكثير من الطيور البحرية والشاطئية فيها، كما تتميز بوجود أكثر من ٢٥٠ نوعا من الشعاب المرجانية، ومن أهم أنواع الأشجار الموجودة بالمحمية الطلح، والبلسم، والسدر والأراك، ولعل أهم ما تتميز به المحمية وجود الظبي الأدمي الفرساني المتوطن، كما يوجد أيضا النمس أبيض الذنب، وعدد من القوارض. أما الطيور فتتميز بتنوعها ووفرتها خاصة الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة ومن أهمها: العقاب النساري، والبجع الرمادي، والنورس القائم، ومالك الحزين والأطيش البني، وطيور الخرشنة، وطائر ابو ملعقة وصقر الغروب، والرحمة المصرية، والقماري، وتوجد كذلك بعض أنواع الزواحف من العظايا والثعابين.

جرف ريدة

محمية جرف ريدة واحدة من سلسلة المحميات التي أنشأتها الهيئة عام ١٤٠٩هـ، وتقع جنوب غرب المملكة في منطقة عسير، قرب مدينة أبها، حيث تمتد على مساحة قدرها ٩,٣٣ كم ٢ وهي عبارة عن جرف يطل على قرية ريدة في نهاية شعيب ريدة.

تعد هذه المحمية جزءا من الدرع العربي الذي يتكون من الصخور النارية والمتحولة، ويعد صخر الجرانيت ذو الألوان المختلفة هو السائد في المنطقة. تتميز هذه المحمية بغطائها النباتي الكثيف حيث تضم المحمية ٣٣٢ نوعا من النباتات الفطرية تتوزع في ثلاثة نطاقات هي:

  • النطاق العلوي: حيث تحتل غابات أشجار العرعر والأشنات.
  • النطاق الأوسط: ويشمل أشجار الطلح، وأشجار العلم (الزيتون البري)، وأنواع من الصبارات والشجيرات الأخرى.
  • النطاق الأسفل: حيث تسود الشجيرات الصغيرة والأعشاب، ومن أهمها الزرف والكادي والغلثي.

تحتوي المحمية أعدادا كثيرة من أنواع الطيور المستوطنة في المملكة، ينحسر وجودها في نطاق محدود من الجبال أو الجزر من أهمها: الحجل العربي أحمر القدم، ونقار الخشب العربي، والعقعق العسيري، بالإضافة إلى عدة أنواع ذات أصول شرق أفريقية مثل أبو معول الرمادي، والسيد الأفريقي وأبو مطرقة، والشقراق الأثيوبي، وأكل النحل الأخضر الصغير، كما يقطن محمية جرف ريدة قرود السعدان (البابون) والذئب العربي والثعالب والضبع المخطط والنمس أبيض الذنب والوشق والوبر وعدد كبير من الزواحف كالحربا وغيرها.

مجامع الهضب

أعلن عن محمية مجامع الهضب عام ١٤١٢هـ بمساحة تبلغ ٢٢٥٦ كم ٢، وتقع إلى الشمال الغربي من وادي الدواسر وإلى الشرق من محافظة رنية، تحتوي على جبال جرانيتية ذات قبب ملساء محدبة وجبال بازلتية، كما يوجد فيها الجبال البركانية الداكنة والسهول الصحراوية الرملية، بالإضافة إلى العديد من الأودية كوادي الحمل ووادي الفرشة.

تتميز هذه المحمية بغطاء نباتي أوفر وأكثر غنى من المناطق المجاورة لها، وتوجد بها أشجار الطلح والسدر والسمر التي تعد الشجرة السائدة في المنطقة، كما توجد في المحمية بعض الشجيرات كالعوسج والشبرم والشبرق، ومن الأعشاب السائدة فيها نجد الأذخر والتمام والشويكة

تعيش في هذه المحمية حيوانات عديدة مثل: الضبع المخطط الذي يرى فيها على فترات متباعدة

جدا دلالة إلى الله أعداده، والجرابيع والقنافذ أما الطيور فمنها: الحجل الرملي، والقطا المتوج والحباري، والغراب الغدافي، والقنبرة الصحراوية كما تعشش الرخمة المصرية في قمم الجبال، ومن المؤمل إعادة توطين بعض الأنواع الفطرية التي كانت موجودة في ربوع المحمية ثم اختفت مثل: الغزال العفري وغزال الأدمي والوعل وبعض النعام.

عروق بني معارض

أنشئت محمية عروق بني معارض عام ١٤١٣هـ، بمساحة ١٢,٧٨٧ کم٢، وتقع في جنوب المملكة، على الحافة الجنوبية الغربية للربع الخالي. وتتكون المنطقة من جبال طويق المكونة من الصخور الجبرية والرملية، وتميل إلى الشرق، لهذا قطعتها مجاري الأودية والشعاب التي سرعان ما تنتهي في عروق الرمال أو في الخبب بين العروق.

تقسم محمية عروق بني معارض إلى ثلاث بيئات محلية هي:

  • منحدرات جبال طويق: حيث يوجد بعض الحشائش مثل: الثمام، والأثموم، والعلقا، والشويكة.
  • الأودية والشعاب: وفيها أشجار السمر، والسرح والمرخ، واللعوت، كما توجد شجيرات الرمث والحرمل، وبعض الأنواع الأخرى من النباتات.
  • مناطق الرمال: حيث تسود أشجار الغضا، ونبات القطب، والثندة، والسبط وغيرها.

من أهم حيوانات المحمية: الذئب، والقط الرملي، والثعلب الرملي، والضبع المخطط، والوبر، والأرنب البري. ومن الطيور الحباري، والقطا، والحجل والصرد الرمادي، والرحمة المصرية، وعدة أنواع من القنابر، كما توجد فيها أنواع عديدة من الزواحف منها: الضب والورل، جرى إطلاق المها العربي وغزال الريم والأدمي في المحمية عامي ١٩٩٥-١٩٩٦م، حيث تعد المحمية إحدى بيئاتها الأصلية التي كانت تعيش – فيها قبل انقراضها منها، وذلك ضمن برامج التوطين التي تعنى بها الهيئة السعودية للحياة الفطرية.

نفود العريق

تقع محمية نفود العريق – بمساحة ٢٠٣٦١ كم٢ – في المنطقة الوسطى جنوب غرب مدينة القصيم وتمتد من الشمال إلى الجنوب على شكل هلال طرفاء يتجهان نحو الشرق، وتقع بين خطي عرض 24´, 25 ͦ  و 25´ , 40 ͦ  شمالاً.

تعد المنطقة حمى قديما لإبل الصدقة، وقد أعلنتها الهيئة السعودية للحياة الفطرية منطقة محمية عام ١٤١٥هـ، وتتميز بغطاء نباتي جيد يسوده نبات الأرطى، والعوسج، والغضا، والحوليات كالسبط، والثمام، والقصبا، ومن أهم طيورها طائر الحباري.

التيسية

تقع محمية التيسية جنوب لينة وشمال تربة التابعة لإمارة منطقة حائل – بمساحة ٢ ٤٢٧٢ كم٢-، وقد أعلنتها الهيئة السعودية للحياة الفطرية منطقة محمية عام ١٤١٥هـ بهدف إعادة توطين طائر الحباري وأشكال الحياة الفطرية الأخرى المهددة بالانقراض في هذه المنطقة

يتميز سطح المحمية بوجود كثبان رملية وأراض صحراوية ذات تربة طينية يتخللها العديد من الشعاب، وسهول حصوية، وتمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي بين رمال الدهناء وعرق المظهور.

يتمثل الغطاء النباتي في المحمية بوجود أشجار الطلح، والسدر والعوسج، والأرطى، والخزامى والشيح والعرفج، والجثجات، والحوليات، أما حيواناتها فهي: الأرانب البرية، والذئب العربي، والثعالب الرملية، والطيور كالحباري، والقطا، والجوارح، والحمام البري. كذلك العديد من الزواحف كالضب.

الجندلية

تقع محمية الجندلية شمال شرق مدينة بريدة، بمساحة ١١٨٨,٩ كم، وقد أعلنتها الهيئة منطقة محمية عام ١٤١٥هـ بعدها امتدادًا طبيعيا المنطقة التيسية على أحد مسارات هجرة طيور الحبارى، خاصة المهاجرة عبر الخليج العربي، لذلك فهي تناسب المحمية برنامج المحافظة على الطيور وإعادة توطين الحباري.

تتميز المحمية بغطاء نباتي جيد يتألف من: أشجار السدر، وشجيرات العوسج، بشكل رئيس، وهي من الشجيرات المفضلة لطيور الحباري، كما يوجد بها العديد من النباتات الحولية كالشفلح، والخزامي والحنظل، ومن حيواناتها: الأرنب البريء والثعالب، والحمام البري، والعديد من الزواحف.

سجا وأم الرمث

تعد محمية سجا وأم الرمث امتدادا لمحمية محازة الصيد – ٢٣٠ كم شرق مدينة الطائف – وأنشأتها الهيئة عام ١٤١٥هـ بمساحة ٦٥٢٨,٢ كم٢ تقريبا، سيج منها حتى الآن ٤٠٠ كم٢ لتكون ملاذا الطيور الحباري وإعادة توطينها.

تتميز هذه المحمية بغطاء نباتي متوسط يتكون من أشجار الطلح، والسمر، ونباتات التمام، والحنظل، والحرمل التي تكثر في بطون الأودية والسهول الحصوية المكشوفة.

تحتضن المحمية طيور الحباري حيث بدأ برنامج إعادة توطينها منذ عام ١٤٢٤هـ، بعدها امتدادا طبيعيا لانتشار هذا النوع من الطيور بين محمية محازة الصيد ومواطن تكاثرها الأخرى. كما يوجد بها بعض الثدييات كالأرنب البري، والقط الرملي، وبعض الزواحف كالضبان التي تكاثرت فيها بشكل جيد بعد أن أصبحت في مأمن من هواة القنص الجائر.

جبل شدا الأعلى

أنشئت محمية جبل شدا الأعلى عام ١٤٢٢هـ كموطن رئيس للمحافظة على النمر العربي على مساحة ٦٢ ٦٨ كم ٢، وتقع على مسافة ٢٠ كم من مدينة المخواة بالاتجاه الشمالي الغربي.

يبلغ ارتفاع هذا الجبل عن سطح البحر حوالي ٢٢٠٠م، وهو منطقة انتقالية بين رف البحر الأحمر ومرتفعات السروات، ويتكون من صخور جرانيتية تنحدر منها مجاري وأودية صغيرة منقطعة تبدأ عشوائية وتتحد في شبكة كاملة التكوين تصب في الأودية الكبيرة.

توصف المحمية بتنوع غطائها النباتي حيث تحوي تقريبا ٤٥٠ نوعا نباتيا من أهمها: أشجار العرعر، والعلم (الزيتون البري)، والسلم، والينسون البري، والتين الشوكي، واللوز، ومن نباتات الزينة نجد الكادي، والريحان، والورد البري.

يعيش في هذه المحمية العديد من الحيوانات أهمها: النمر العربي، والضبع المخطط، والذئب العربي، والوشق والوبر، وقرود البابون، والغربان والصقور والنسر الاحمر الجبلي

محمية الجبيل للأحياء البحرية

أنشئت محمية الجبيل للأحياء البحرية حديثا المراقبة التلوث وآثاره بعد حرب تحرير الكويت، وتقع على امتداد الساحل الشرقي للمملكة، على مساحة ٢٤١٠,٦٩ كم٢، يحدها من الجنوب جزيرة أبو علي، وشمالا رأس الزور، تضم هذه المحمية خمسة جزر مرجانية هي: حرقوص، وكرين، وكاران، وجانا، والجريد، إضافة إلى مجموعة من الخلجان أهمها: دوخة الديني، ودوخة المسلمية

يتألف النظام البيئي في المحمية من ست بيئات هي البيئة الصحراوية البرية والمناطق الرطبة والمد والجزر، وما تحت المد والجزر، والمياه الضحلة، والمياه المفتوحة، وتتميز هذه البيئات بأنها ذات خصائص فريدة في تنوعها الأحيائي المتكيف مع الظروف المناخية والطبيعية لبيئة الخليج العربي ففي البيئة البرية يوجد الثعلب الأحمر وابن آوى وعدة أنواع من القوارض وعدة أنواع من الطيور منها نوعان من القنابر وعدة أنواع من العظايا والثعابين، وفي البيئات الرطبة يوجد النعام وأنواع من الدريجة، والنوارس وطيور الخرشنة، والبط، والبلشونات والغاق السوقطري، أما البيئات المائية القريبة من الشاطئ فتوجد فيها أنواع عديدة من الحيوانات اللافقارية كالقواقع والسرطانات. أما نباتاتها فنجد النباتات الملحية، والأرطى وأشجار الشورى.

حقوق النشر: محفوظة لمجلة العلوم والتقنية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

المراجع

  • العطار، عبد الجواد أحمد المهناء عبد العزيز محمد (١٤١٩هـ). شواهد التجربة الحضارية لحماية الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية. الهيئة الوطنية الحماية الحياة الفطرية وإنمائها، الرياض.
  • المطيري، محمد سعيد (١٤٣٤هـ). التنوع الحيواني في محمية الوعول رسالة ماجستير، كلية العلوم، جامعة الملك سعود الرياض.
  • الوليعي عبد الله ناصر (١٤٢١هـ). المحميات البيئية الطبيعية في المملكة العربية السعودية. الرياض.
  • كمال خالد بكر (١٩٩٠م). الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية: الثدييات جدة.
  • swa.gov.sa
  • alekhaaschools.com/ebook/book-2268.html

 

مقالات ذات صلة