الرقعة شجرة ضخمة معمرة، قليلة الانتشار، من أجمل أشجار السراة وأحبها إلى الناس. تنبت على قمم السراة وفراعها القريبة من الأشفية، وأكثر ما تنبت بين جلاميد الصخور من نوع الجرانيت خاصة، وكثيرا ما تنبت إلى جوار العرعر، على علو (1500- 2000م). وأجود منابتها ما كان على ارتفاع (1200-1800م). ترتفع الرقعة نحو (5-15م) على جذع غاية في الضخامة، ثم تنتشر فروعها في الأفق على شكل مظلة أفقية كبيرة، قد يصل قطرها إلى نحو (50 مترا). وربما نمت بعض أغصانها الوسطى باتجاه رأسي. وجذعها أصفر أملس به نتوءات كثيرة وأخاديد عميقة، وهو يعظم جدا، فربما وصل محيطه إلى نحو (9م)، وإذا جرح تدفق منه عصارة بيضاء كاللبن. أوراقها كبيرة شبه مستديرة، في حجم ورق القرع، ووجه الورقة أخضر ذو رواء، تتشعب فيه عروق صفراء، وأما ظهرها فأخضر إلى صفرة واضحة. وأوراق هذه الشجرة من أكثر أوراق الشجر التي يتكاثف عليها الضباب، فيتحول إلى قطرات ماء، تهطل كالمطر، فترتوي منه الشجرة، ويزيد من مخزون المياه الجوفية. وتهبط الرقعة إلى الأغوار الدافئة الرطبة حتى ارتفاع (600م)، لكنها لا تنبت في هذه المنخفضات إلا في منابت الجميزة؛ في بطون الأودية أو على ضفافها. والرقعة لا تنبت، عادة، في السهل من الأرض، لا تنبت إلا في الوعر بين شقوق الصخور في التربة اليسيرة التي تجتمع فيها، ثم تتسلل جذورها من بين الشقوق إلى باطن الأرض، فإذا عظمت ملأت تلك الشقوق، وتغشت الصخور المجاورة لها، فتصبح كالجزء من الجذع، وتخترق، بحثاً عن الماء، أعماق الأرض إلى مسافات بعيدة، قد تصل في امتدادها الأفقي إلى مئات الأمتار. وتسير جذورها تحت الأرض حتى إذا التقى جذر بآخر أو أكثر التحم به، فصارا جذراً واحداً، فيزداد قوة ومتانة، ويسير إلى مسافات أطول. وربما تدلى من أصول فروعها عروق هوائية صغيرة تنغرس في الأرض، وتعظم مع الزمن حتى تصبح ساقاً آخر داعماً للشجرة.