النوع الرابع من الجعدة (T. stocksianum): وفي الجبل الأخضر شمال عمان وجبال راس مسندم شاهدت نوعاً رابعاً من الجعدة يشبه النوع الثالث، حجما ورائحة، يسمونه الجعدة أيضا، وسمعت الشحوح من أهل راس مسندم، وهم بطون من الأزد ينطقونها (اليعدة) بقلب الجيم ياء. والجعدة بأنواعها من الأعشاب المستعملة في الطب منذ القدم، وأخبرني غير واحد من أهل جبال الحجاز أنهم كانوا يشربون مغلي النوع الأول لعلاج أمراض الصدر كالسعال ونحوه، وللتخلص من المغص والصداع، ويستعملونه غرغرة عند التهاب الحلق، واستنشاقا لعلاج الزكام أو الرشح، وفي جبل رضوى تستعمل ترياقا لسموم الثعابين والعقارب، وذلك بوضعها مهروسة على الموضع المصاب. وتضاف إلى (الشاهي) فتكسبه نكهة عطرية جيدة، مع مرارة قليلة، وإن شربت بإفراط ضرت، والماشية ترعاها فتصلح عليها، ويحشى بها الوسائد؛ لنعومتها وطيب ريحها، وتوضع كالعبيثران مع الثياب لمنع العثة، وتفترش، ويدخن بها البيوت لطرد الهوام.