الكلهمة، شجرة ضخمة، معمرة، واسعة الظل، غريبة الشكل، من أكبر وأندر الأشجار في جنوب الجزيرة العربية، وجنوبها الغربي، منابتها ضفاف الأودية الدافئة الرطبة، على ارتفاع (300-1200م). ترتفع الكلهمة نحو (15-20م). وتقوم على جذع أسطواني غاية في الضخامة، فربما وصل محيطه إلى نحو (32م)، وهو ناعم الملمس، كثير النتوءات، ذو لون بني مغبر، يتفرع من أعلاه على هيئة مظلة ربما زاد قطرها على (50م). أوراقها متعاقبة، كبيرة الحجم تتكون الورقة الواحدة عادة من (5-7) وريقات، تكون بهذا العدد في الشجرة الكبيرة، وأما النبتة الصغيرة فتظهر أوراقها بسيطة مفردة كبيرة الحجم إلى أن تتجاوز النبتة طول (50 – 70سم). أعناقها طويلة، والوريقات لاطئة، مستدقة من أسفلها وأعلاها، وربما عريضة بيضاوية من أعلاها، حافتها تامة، والقمة مؤنفة في الغالب. تظهر الأوراق في أوائل فصل الخريف، وتسقط أوائل فصل الشتاء، فتظهر الشجرة، بعد أن تتعرى من أوراقها، كأنما قلبت رأسا على عقب، جذورها في السماء ورأسها في الأرض. تتحمل الكلهمة الجفاف الطويل والأجواء الحارة، ولكنها لا تتحمل البرودة قط، ولذلك هي من أفضل ما يمكن زراعته من الأشجار البرية في سهول تهامة الساحلية وأغوار جبال السراة حتى ارتفاع (1200م). وهي اليوم من أجمل الأشجار البرية وأسرعها نموا. والكلهمة شجرة مباركة عظيمة النفع كثيرة العطاء، وكانت أهم شجرة لدى الشعوب التي تعيش في مناطق انتشارها.